هيلبرنت | Helpernt

هيلبرنت | Helpernt (https://www.helpernt.com/vb/index.php)
-   الركن العام للمواضيع العامة (https://www.helpernt.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   [ مقال ] : عَلِم إبليس أنه لا سُلطان له على صَفْوة الله الْمُخلِصِين الْمُخلَصِين (https://www.helpernt.com/vb/showthread.php?t=10836)

قلب يهفو للجنة 07-20-2020 09:55 AM

عَلِم إبليس أنه لا سُلطان له على صَفْوة الله الْمُخلِصِين الْمُخلَصِين
 
مقال,إبليس,تسلط إبليس,مدارج السالكين,ابن القيم,عقبات,قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي,


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهُ


إخوتي المُباركون رُوّاد معهد هيلبرنت؛
مقالٌ وطيب تذكير؛ عسى أن ننتفع به جميعًا؛


:
https://www.balagh.com/upload_list/s...d-Alsalhen.jpg

:


عَلِم إبليس أنه لا سُلطان له على صَفْوة الله الْمُخلِصِين الْمُخلَصِين

( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
ومع ذلك : لم ييأس منهم ، بل تسلّط عليهم وسلّط عليهم أتباعَه !

ظَهَر إبليس لِيحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام حتى رآه ، فإذا عليه مَعَاليق مِن كل شيء ، فقال له يحيى : يا إبليس ، ما هذه المعالِيق التي أرَاها عليك ؟
قال : هذه الشهوات التي أُصِيب بها ابن آدم .

قال له يحيى : ما لي فيها مِن شيء ؟
قال : لا .
قال : فهل طَمِعتَ أن تُصِيب مِنّي شيئا ؟
قال: ربما شَبِعْت ، فشَغَلَتْك عن الصلاة والذّكْر .
قال : هل غَيره ؟
قال : لا .
قال : لا جَرَم ، لا أشبع أبَدا .



وفي رواية : قال يحيى بن زكريا : لله عليّ أن لا أملأ بَطني مِن الطعام أبدا .
قال إبليس : ولله عليّ أن لا أنصَح مُسلِما أبدا !! رواه الإمام أحمد في " الزهد " ومِن طريقه : وأبو نُعيم في " حلية الأولياء " . ورواه ابن أبي الدنيا في " الرّقّة والبُكاء " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .

وتَعرّض الشيطان لِسيّد ولد آدم : محمد عليه الصلاة والسلام
صَلَّى النبي صلى الله عليه وسلم صَلاة فقال : إنّ الشَّيْطَان عَرَض لي فَشَدّ عَليّ لِيَقْطَع الصَّلاة عَليّ ، فأمْكَنَنِي الله مِنه فَذَعَتّه ، ولَقَد هَمَمْت أن أُوثِقَه إلى سَارِيَة حَتى تُصْبِحُوا ، فَتَنْظُروا إليه ، فَذَكَرْت قَوْل سُلَيْمَان عليه السلام : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فَرَدَّه الله خَاسِيا . رواه البخاري ومسلم .
قوله : فَذَعَتُّه ، أيْ : خَنَقْتُه .

وقد ذَكَر ابن القيم أن الشيطان يُريد أن يَظفَر بالإنسان في عَقَبة مِن سَبْع عَقَبات ، بعضها أصعب مِن بَعض ، لا يَنْزِل مِنه مِن العقبة الشّاقّة إلى ما دُونها إلاّ إذا عَجز عن الظَّفَر به فيها .

العَقبة الأولى :
عَقَبة الكُفر بالله وبِدِينه ولِقائه ، وبِصِفات كَمَاله ، وبما أَخْبَرَت به رُسُله عنه ..

العقبة الثانية : وهي عَقبة البِدعة ، إمّا باعتقاد خلاف الحق الذي أَرْسَل الله به رَسَوله ، وأنْزَل به كِتابه ، وإمّا بالتعبّد بما لم يَأذن به الله مِن الأوضاع والرّسوم الْمَحْدَثة في الدِّين ، التي لا يَقبل الله منها شيئا ...

العقبة الثالثة : وهي عقبة الكَبائر ..

العقبة الرابعة : وَهي عقبة الصّغائر ..

العقبة الْخَامِسة : وَهي عَقبَة الْمُبَاحَات التي لا حَرَج عَلى فَاعِلها ، فَشَغَله بِها عَن الاسْتِكْثَار مِن الطَّاعَات ، وَعَن الاجْتِهَاد في التَّزَوّد لِمَعَادِه ...

العَقْبَة السّادسة : وَهِيَ عُقْبَة الأَعْمَال الْمَرْجُوحَة الْمَفْضُولَة مِن الطَّاعَات ...

فَإذا نَجَا مِنها لَم يَبْق هُنَاكَ عَقْبَة يَطْلُبُه الْعَدُوّ عَلَيها سِوى وَاحِدَة لا بُدّ مِنها ، وَلَو نَجا مِنها أَحَدٌ لَنَجا مِنها رُسُلُ اللَّه وَأَنْبِيَاؤُه ، وَأَكْرَمُ الْخَلْق عَلَيه ، وَهِي:



عَقْبَة تَسْلِيط جُنْدِه عَلَيه بِأنْوَاع الأذى ، بِالْيَد وَاللّسَان وَالْقَلْب ، عَلى حَسَب مَرْتَبَتِه في الْخَيْر ، فَكُلّمَا عَلَتْ مَرْتَبَته أجْلَب عَلَيه الْعَدُوّ بِخَيْلِه وَرَجِلِه ، وَظَاهَر عَلَيه بِجُنْدِه ، وَسَلَّط عَلَيه حِزْبَه وَأَهْلَه بِأنْوَاع التَّسْلِيط . وَهَذِه الْعُقْبَة لا حِيلَة لَه في التَّخَلّص مِنها ، فَإنّه كُلّمَا جَدّ فِي الاسْتِقَامَة وَالدَّعْوَة إلى اللَّه ، وَالْقِيَامِ لَه بِأَمْرِه ، جِدّ الْعَدُوّ في إِغْرَاء السُّفَهَاء بِه ، فَهُو في هَذِه الْعَقْبَة قَدْ لَبِس لأْمَة الْحَرْب ، وَأخَذ في مُحَارَبَة الْعَدُوّ لِلَّه وَبِاللَّه ، فَعُبُودِيَّتُه فِيها عُبُودِيَّة خَوَاصّ الْعَارِفِين ، وَهِي تُسَمّى عُبُودِيَّة الْمُرَاغَمَة ، وَلا يَنْتَبِه لَها إلاّ أُولُو الْبَصَائِر التَّامّة ، وَلا شَيْء أَحَبّ إلى اللَّه مِن مُرَاغَمَة وَلِيِّه لِعَدُوِّه ، وَإغَاظَتِهِ لَه .

ويُنظَر تتمة كلامه في " مدارج السالكين " .



...........................


المصدر/ شبكة مشكاة الإسلامية.


مع جديد انتقاءات القراءة الحُرّة؛ بإذن الله تعالى.


في أمان الله.




الساعة الآن 10:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir