أسرار برج بيزا المائل و لماذا لم يسقط حتى الآن؟
 

يعتبر برج بيزا المائل الشهير، واحدًا من أهم وأشهر المعالم السياحية في إيطاليا والذي يميل أفقياً حوالي 3.9 درجة عن المستوى الرأسي ، كما يبلغ طول البرج حوالي أربعة أمتار ، ومنذ فترة طويلة وموقف البرج محفوف بالمخاطر رغم كونه دائما محاط بالمهندسين والعلماء الذين عملوا على شرح كيف استطاع البرج بهذه الكيفية خاصة بعد ضرب الزلازل القوية لهذه المنطقة عبر السنين .

بدأ بناء برج بيزا في عام 1173م ، ولكن في أثناء تقدم العمل وعند بلوغ الطابق الثاني في عام 1178م ، بدأ البرج في الغرق تدريجيا ، ولكن جمهورية بيزا في هذا الوقت كانت مشغولة بالفعل في محاربة عدد من الدول ، مثل : جنوة ولوكا وفلورنسا ، ولهذا توقفت أعمال البناء في البرج ويعتقد العلماء أنه لولا حدوث هذا التوقف الذي أتاح للتربة أن تستقر ، كان من المؤكد أن البرج سيقع .

وعندما انتهاء بناء الطابق الثالث من البرج كان قد بلغ الميل حوالي 0.2 درجة شمال غرب. رغم كل الجهود المبذولة من أجل تصحيح الميل ، ومع استمرار نمو هيكل البرج في الارتفاع ، انتهى المطاف في النهاية بالميل ليصل الى درجة واحدة إلى الجنوب.

وأثناء بناء البرج حاول المهندسون بكل الطرق إيقاف هذا الميل، حتى عملوا على جعل الطوابق العليا من البرج أطول من ناحية واحدة ، ولكن جاءت النتيجة عكسية حيث تسبب الوزن الإضافي في زيادة غرق أسس البرج ، ومع إضافة غرفة الجرس الى البرج في عام 1372م ، تم الانتهاء بشكل كامل من هيكل البرج في النهاية.
أسرار برج بيزا المائل و لماذا لم يسقط حتى الآن؟

الحيل التي استخدمها المهندسون لتصحيح الميل
استخدم المهندسون عدد من الحيل من أجل تقليل ميل البرج وخطورة انهياره، منها :
إضافة ثقل من الرصاص إلى قاعدة البرج، مع وضع السقالات وتثبتها على أضعف الأجزاء الموجودة في البرج، ومع ذلك وصلت درجة الميل حوالي 5.5 درجة في تسعينات القرن الماضي.
قام المهندسون بحفر المؤسسات الجانبية في الناحية الشمالية ،وبالفعل تم خفض ميل البرج حوالي نصف درجة، ليصرح العلماء في خلال عام 2008 ، أن ميل البرج قد وصل الى 3.9 درجة ، من المتوقع أن يساعد ذلك على بقاء البرج مدة اضافية تصل الى 200 عام على الأقل.

ما سر عدم انهيار البرج حتى اليوم
كشف أحدث الدراسات العلمية التي أجريت حول برج بيزا المائل، أن قدرته على الصمود ترجع إلى ظاهرة تسمى "التفاعل الديناميكي للتربة (dssi)"، حيث أعلن البروفيسور جورج مايلونكيس ، أن التربة التي كانت سببا في عدم استقرار البرج وأوصلته إلى حافة الانهيار ، هي نفسها التي لها الفضل في مساعدة البرج على النجاة من كافة الزلازل التي تعرضت لها المنطقة .

حيث أن ارتفاع البرج وتصلبه مع درجة نعومة التربة جعل الهيكل محمي تماما في حدوث أي زلزال، فلا يهتز في أثناء حدوث الهزات و لهذا فإن برج بيزا المائل هو مكان آمن تماما لسنوات قادمة.