هيلبرنت | Helpernt

هيلبرنت | Helpernt (https://www.helpernt.com/vb/index.php)
-   ركن القصص العربيه والعالمية والاطفال (https://www.helpernt.com/vb/forumdisplay.php?f=81)
-   -   قصة الغلام والحجر الكريم (https://www.helpernt.com/vb/showthread.php?t=11773)

طويل قديروا 01-16-2021 08:51 PM

قصة الغلام والحجر الكريم
 
جان شاب في مقتبل العمر ، ذو الخمسة والعشرين عاما ، يدرس في الجامعة ( سنته الاخيرة ) ، تلميذ مجتهد ومواضب على دراسته
وقل ما يغيب عن دروسه . لدى جان العديد من الاصدقاء المقربين له سواء في الاقامة الجامعية او في الحرم الجامعي نفسه ، فقد كان

https://1.bp.blogspot.com/-Tgdlx3Wr4...%25D8%25A9.jpg

بطبعه حليما رفيقا يبدي الاحترام للجميع . كان يتحلى بجميع الخصال النبيلة والصفات الحسنة بالرغم من انه كان يدرس في بيئة موبووؤة الانفاس . كان جان متعلقا كثيرا برفاقه ودائما يسال عن احوالهم واوضاعهم
يفشي السلام اينما حل ويتودد للجميع دون استثناء . ولكن للاسف بالرغم من كل مايفعله جان من اجل رفاقه وحبه الشديد لهم ، الا انهم كانو لا يقدرون ذلك ، بل يزيدونه استحقارا واحيانا اخرى لا يجلسون في مجلسه واذا حضر غابو عنه ، فقد يرون محبته هذه بعين الضيق والحسد وكانو يصورونها في مخيلاتهم بابشع الصور
ظل جان متماسكا في بادئ الامر على وعسى ان يرشدو في النهاية ويبادلوه بنفس الشعور ، ولكن هذا كان ضربا من المستحيل في ظل اصدقاء من هذا النوع

احس جان بضيق شديد في نفسه ، وهم يكدر عليه عيشه ، كيف لا وهو محاط باناس لا يقدرون تضحية الاخرين في سبيلهم . فقرر جان ان يخرج قليلا ليروح عن نفسه لربما تعود الحياة الى وجهه بعد ان ضاعت واحس بالقهر لفعالهم
توجه جان الى جديقة المدينة وشاهد كرسيا في طرفها منعزلا عن الجميع مقابل البحر ، وهذا ماكان يبحث ويصبو اليه تماما . فجلس عليه وظل شاردا مناجيا للبحر وعلامات الحزن بادية على وجهه ، حاول ان يعدل مزاجه بان يظهر في هيئة تسمح للمارة برؤيته طبيعيا ، الا انه لم يستطع فقد كانت انفاسه تتلاطم داخله كامواج البحر ، كان يريد الصراخ ولم يقدر


قصة الفتى جان مع العجوز كريس
بعد لحظات قليلة من جلوسه وحيدا ، مر بجانبه رجل عجوز ، علامات الوقار والهيبة بادية عليه من بعيد. جلس بجانب جان واخذ يساله
مابك يا ولدي ؟ ابك مرض او علة . احدث شيء معك جعلك بهذه الحالة ؟ فوالله اني اراك مهموما هائما على وجهك من الدنيا كله . عسى ان يكون الامر خيرا
نظر اليه جان نظرة الحزين المنكسر ، بعينين تطلقان سهاما كانهما تطلبان النجاة من الغرق . وقال له جان بصوت هادئ خافت ، لم الاشخاص الذين نحبهم ونضعهم في مكانة عالية في حياتنا لا يبادلوننا نفس الشعور ؟ ترى ما الخطا الذي ارتكبناه في حقهم ؟
تبسم العجوز الحكيم في وجه جان ومسح على وجهه وقال له ، لا تقلق ولا تحزن يا بني ، انتظرني هنا فاني الى خبرك قد علمت وساعود بسرعة حاملا معي جوابك


تفاجئ جان في بداية الامر من رد العجوز الغريب الا انه اذعن وقال له ، حسن افعل ما تراه مناسبا فما اظن اني ساتزحزح من مكاني بعد الذي اصابني
ذهب العجوز لبرهة ، ثم عاد اليه وهو يحمل معه صندوقا خشبيا صغيرا في يده ، فاقبل على جان وقال له ، خذ يا بني هذا الصندوق وافتحه وانظر ما بداخله ، فتح جان الصندوق وعلامات الاستغراب والفضول تكاد تقتله . وما زاد الشعر بيتا اندهاشه تماما فور فتحه لهذا الصندوق ، فقد كان بداخله حجر من الاحجار الكريمة النادرة القيمة التي لا تقدر بثمن
نظر جان الى العجوز مندهشا وهو يساله ، ماهذا يا سيدي ؟ انه حجر كريم جميل ، ولكن ما عنيت التدخل في شؤونك واعذرني عن فضولي ولكن لم افهم بالفعل ما الذي يجري ؟ وما علاقة هذا الحجر بمشكلتي والسؤال الذي طرحته عليك ؟
فرد العجوز مازحا ، لا تتسرع يا بني ستعرف كل شيء في حينه ، وان هذا الحجر هو جواب سؤالك وستعرف وحدك لاحقا ما الذي قصدته من هذا


لم يفهم جان شيئا ولكنه قال له حسن كما تشاء ، ماذا سافعل به الان قال له العجوز ، احمل هذا الحجر واذهب به الى السوق واعرضه للبيع ، واذا سالك احدهم عن ثمنه لا تقل له شيء ، فقط ارفع يدك محلقا باصبعين منها ( واضعا اشارة اثنان ) واترك المشتري هو الذي يقدر الثمن بنفسه

حمل جان الصندوق وبحوزته الحجر وتوجه الى السوق وهو لا يكاد يفقه شيئا مما يحصل له . وصل الى هناك فعرض الحجر للبيع ، واذ بامراة تاتي اليه وتساومه على الحجر قائلة ، بكم هذا الحجر ؟ بكم تبيعه ؟ فلم ينطق جان بكلمة واحدة وحمل يده فقط مشيرا باصبعيه كما اوصاه العجوز منتظرا منها هي ان تبادر في اعطاءه السعر .

فلما رفع يده قالت له ، كم ؟ بدولارين ؟ حسن ساشتريه منك انه سعر مناسب ، فقال لها جان ساخبر صاحب الحجر بما عرضت فان باعك رجعت اليك ، وانطلق الى العجوز واخبره بماكان . فقال له العجوز اذهب به الان الى بائع المجوهرات واعرضه عليه وانظر ما يفعل من شانه وتعال واخبرني ، ولا تنسى كما اخبرتك طبق ، قال له حسن يا سيدي . اتجه الى بائع المجوهرات ولما وصل اليه عرض عليه الحجر ، فاخذه وعاينه ثم قال له انه حجر جميل لقد اعجبني ساشتريه منك ، بكم تبيعه ؟ فرفع جان يده مشيرا باصبعيه فقط كالمعتاد ، فرد عليه صاحب المحل ، كم ؟ بمئتي ( 200 ) دولار ؟ حسن ساشتريه ، فقال له ساسال صاحب الحجر بالاول اذا اعجبه السعر باعك اياه . وانطلق الى العجوز واخبره بشان ما جرى من حديث بينه وبين صاحب المحل.


فقال له العجوز اذهب به هذه المرة الى متحف المدينة واعرضه للبيع واذا سالوك عن الثمن افعل كما طلبت منك سابقا . توجه جان الى متحف المدينة وبالفعل عرضه عليهم ، اخذو بمعاينته من جميع الجوانب فاذا بهم يجدوه غالي الثمن وحجر قيم جدا . فطلبو منه اخبارهم بالثمن لكي يدفعو له حالا وياخذوه . فاشار اليهم بيده دون نطق اية كلمة ، فقالو له ، كم ؟ ب20 الف دولار ؟ حسن سنشتريه منك ، فذهب في حيرة شديدة وفضوول يكاد يقتله الى العجوز ، واخبره بما جرى وطلب منه ان يفهمه بكل شيء ، فهو لم يستوعب اي شيء حتى الان
فرد عليه العجوز الان سافهمك بما كنت اريد ان اوصله اليك ، افتح قلبك وعقلك واستمع الي

ملخص ما استنتجه العجوز كريس
يا بني ان هذا الحجر يمثلك انت وانا واي شخص في هذه الحياة التي نعيشها فكلنا مثلنا مثل هذا الحجر الكريم
في بادئ الامر اخذت الحجر الى السوق ولم تقل لهم السعر بل هم عرضو عليك ثمنه ، ولذا وضعو له ثمنا بخسا جدا لانهم لم يقدرو قيمته الحقيقية ، ولو فعلو ذلك لعرفو انه غالي لذلك يجب على الشخص ان لا يضع نفسه في السوق اي مع اناس لا يقدرون قيمته الحقيقة فيشتروه بالرخيص وهذا ما حدث مع الحجر وهو في منزلة السوق
بدا سعر الحجر يتصاعد تدريجيا الى ان وصل الى المتحف ، فدفعو فيه ثمنا غاليا جدا لانهم يقدرون قيمة الشيء الذي بين ايديهم . وهذا ان دل على شيء فانما يدل على انه يجب علينا ان نكون برفقة اناس وفي اماكن حيث يجب ان تقدرنا الناس وتعطينا قيمتنا الحقيقية وبهذا وحده نكون في قلوبهم ويبادلوننا نفس الشعور وربما اكثر . فادرك جيدا كيف تختار شريك حياتك
الناس اختلاف مهما وصلت في الحياة لا ترضى بالقليل حيث توضع في الحضيض مع اناس انت تحترمهم وتقدرهم وهم لا يقدرون هذا . واذا وجدت هذا المقابل منهم فحاول تغيير مجرى حياتك وارفع نفسك من السوق الى المتحف وستجد من يقدر قيمتك وتكون شخصا عزيزا عليه كما كان رفاقك عليك
هنا فهم جان المغزى من هذه التجربة البسيطة وشكر العجووز جدا لما قدمه له من صنيع سيغير مجرى تفكيره وحياته كليا ، واتجه عائدا الى حياته ودراسته وكان شسئا لم يكن لانه استنبط جيدا معنى ما عاشه مع العجوز ، فما من شيء يستحق في النهاية اذا كان من طرف واجد.
ابحث عن شخص يقدر داخلك وذاتك ويحبك لنفسك وما تحمله من جوهر ومعدن صالح وكلمات وهمسات راقية

هيلبرنت 01-16-2021 09:29 PM

رد: قصة الغلام والحجر الكريم
 
مشاء الله ابداع ما بعده ابداع


الساعة الآن 06:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir