المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ضفاف النهر


هيلبرنت
12-22-2015, 02:32 PM
ذات مرة كنت جالسا على ضفاف نهر أتمتع بجمال الطبيعة و إستماع إلى خرير المياه و لحظة أرى شخصا يريد يرمي نفسه و كان قريبا مني جيدا نهضت و رحت أجري و أمسكت به رغم أنه كان قويا علي و لكني أمسكت به و لم أتركه يرمي نفسه و هو يصيح دعني ليس لك بي الحق تركني أريد أن أموت لكي أرتاح من هذه الدنيا و مصائبها و لكني لم أستمع إليه تركته يلغي و في الأخير جلس و أنا قد أشددت عليه الوثاق حتى لا يعيد الكرة في رميه في النهر و أنا أقول له أخزي الشيطان و عد إلى صوابك و لحطة صار يبكي و الدموع تنهمر كأنها فيضان ذلك الواد شتاء و مسك في رأسه و صار يتكلم و قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و من أعماله قلت له مابك يا أخي لماذا تريد أن تنتحر و تلقي بنفسك في النهر ؟ رد علي و الله لقد سئمت الحياة و ما يطوف فيها يا سيدي لقد وصل السيل الزبا و لا أدري ما عمل أنا شاب الوحيد عند عائلتي من أب و أم كهلين ليس لهما من يعيلهما سوى أنا و قدرة ربي ردت عليه هما في هذه الوضعية و تريد أن تنتحر من سيرعاهما تكلم ؟ رد علي بصوت حزين و الله يا سيدي لا أدري ما كنت سأفعله عينايا سادهما الظلام الحالك و قلت لما العيش اللهم الموت أحسن لي قلت له لا أخي مازلت شابا في مقتبل العمر و الأرزاق بيد الله سبحانه و تعالى إلعل الشيطان و أحضر الإيمان و توكل على هو خالقك و مانحك كل شيء فلا تفقد الأمل في الله و لحظة لأرتمى علي و حضنني و صار يبكي قلت له قل الحمد لله و إستعن بالله و صرت امسح له في دمعه وقتها بدأ يبتسم و شكرني على ما فعلته معه و راح إلى حال سبيله و هو يقول السلام عليك و لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم أنت المستعان و عليك أتوكل يا رب العالمين أما فبقيت واقفا متتبعا له حتى راح في أمان الله و حفظه و جلست أتأمل جريان المياه الصافية و خريرها الرنان ...
نورالدين محفوظ / البيضاء عين الشق / المغرب