المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ مقال ] : مِن شَرّ النّفْس : أن تُزيّن النّفْس لِصاحِبها أنه يَعبُد الله


قلب يهفو للجنة
07-23-2020, 06:55 AM
مقال,اتباع النفس,شر النفس,عبادة الله تعالى,العبادة الخالصة,الإخلاص,إخلاص العمل,الهوى,صنم كل نفس,

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهُ

إخوتي المُباركون رُوّاد معهد هيلبرنت (https://www.helpernt.com/vb)؛
مقالٌ وطيب تذكير؛ عسى أن ننتفع به جميعًا؛

:
https://pbs.twimg.com/media/BuED6IjCQAAYUV0.jpg
:

مِن شَرّ النّفْس : أن تُزيّن النّفْس لِصاحِبها أنه يَعبُد الله ، وهو في الحقيقة (عَبْدٌ) لَهَا : يُطيعها ، ويَتّبِع هَوَاها

قال الله عزّ وجَلّ : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا)
قال قتادة : هو الذي كُلّما هَوِيَ شيئا رَكِبَه ، وكلّما اشتَهَى شيئا أتاه ، لا يَحجُزه عن ذلك وَرَع ولا تَقوى . رواه ابن أبي حاتِم في " تفسيره " .

وبعض الناس اتّخَذ إلَهَه هَواه : فمَا تَهوَاه نَفسُه يأتِيه ويَفعله ، ولو جاءته كلُّ آية ! وما لا تَهواه نفسُه ، لا يَفعله!
إن وَجَد رُخصة عالِم ، أو حتى زَلّة : اتّبَعها ، ليُقنِع نفسَه أنه على صَواب !
فإن أعيَتْه الْحِيَل ، ولم يَجِد رُخصَة ولا زَلّة ؛ تأوّل السُّنّة حسب ما يُوافِق هَواه !

وهذا مَجْمَع الشّر ، ومَكْمَن الْخَطَر !

وقد اسْتَعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن مُنْكَرَات الأخْلاق والأعْمَال والأهْوَاء ، كما عند الترمذي .

قال سليمان التّيمِيّ : لو أخذت بِرُخصَة كُل عالِم ، أو زَلّة كُل عالِم ؛ اجتَمعَ فِيكَ الشّرُّ كُلُّه . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .

فهذا : لَم يُوقَ شَرّ نفسِه ! وعَبَدَ صَنَم هَواه !

قال الحسن بن علي المطّوّعي : صَنَمُ كُلّ إنسانٍ هَوَاه .
قال ابن القيم : وتأمل قول الْخَلِيل لِقَومه : (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) كيف تَجِده مُطَابِقا للتّمَاثِيل التي يَهْوَاها القَلْب ، ويَعكُف عليها ، ويَعبُدها مِن دون الله . قال الله تعالى :
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) .
(روضة الْمُحِبِّين)

وتأمّل قوله عليه الصلاة والسلام : تَعِس عبد الدينار ، والدرهم ، والقَطِيفة ، والْخَمِيصة : إن أُعْطِي رَضِي ، وإن لم يُعْطَ لَم يَرْضَ . رواه البخاري .
وفي رواية له : تَعِس عبد الدينار ، وعبد الدرهم ، وعبد الخميصة ، إن أُعْطِي رَضِي ، وإن لم يُعْطَ سَخِط .

فالنبي صلى الله عليه وسلم جَعَله عبدًا لهذه الأشياء التي يرضى لوُجودها ، ويسخَط لِفقدها ، ويُوالِي ويُعادِي عليها ، وإن لم يَركع ويسجد لها !

وقُل مثل ذلك في حَقّ بعض الدّعاة ؛ فيَظُنّ أنه يَدعُو إلى الله ، بينمَا هو يَدعُو إلى نفسِه ، ويَسعَى إلى رِفعتِها ومَكَاسِبها !
قال الإمام الْمُجدِّد : الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائل " باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله " : التّنْبِيه على الإخلاص ؛ لأنّ كَثيرا مِن الناس لَوْ دَعَا إلى الْحَقّ فهو يَدْعو إلى نَفسِه .
(كتاب التوحيد).
...........................

المصدر/ شبكة مشكاة الإسلامية.
مع جديد انتقاءات القراءة الحُرّة؛ بإذن الله تعالى.
في أمان الله.