هيلبرنت | Helpernt

هيلبرنت | Helpernt (https://www.helpernt.com/vb/index.php)
-   اقتصاد اعمال وعواصم (https://www.helpernt.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   الطاقة .. تنمية مستدامة للانطلاق (https://www.helpernt.com/vb/showthread.php?t=1325)

هيلبرنت 09-23-2015 01:07 AM

الطاقة .. تنمية مستدامة للانطلاق
 
الطاقة .. تنمية مستدامة للانطلاق

أنيتا مارانجولي جورج
الطاقة عنصر أساسي من عناصر النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية. يقر الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة ـــ "ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة" ـــ أن الطاقة تشكل أساس التقدم في جميع مناحي التنمية. بيد أن هناك 1.1 مليار شخص مازالوا يعيشون دون كهرباء، و2.9 مليار آخرون يعيشون دون أي مصدر حديث للوقود اللازم للطهي والتدفئة.
إن الإقرار بهذه الفجوة شيء وامتلاك الشراكات الفاعلة وأدوات الرقابة والتمويل للمضي قدما هو شيء آخر. الأنباء السارة عن هدف التنمية المستدامة الخاص بالطاقة هي أن هذه اللبنات قد وضعت في مكانها أخيرا. ويتمثل أحد العوامل الرئيسة في هذا الزخم في مبادرة الطاقة المستدامة للجميع التي أطلقت بعد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة "ريو + 20" الذي عقد في ريو دي جانيرو عام 2012. وتتمتع مبادرة الطاقة للجميع SE4All بقيادة رفيعة المستوى وبدعم سياسي قوي. وسرعان ما جمعت المبادرة التي يرأسها كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونج كيم القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني حول ثلاثة أهداف طموحة وهي: ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة؛ ومضاعفة معدلات التحسن في كفاءة استخدام الطاقة؛ ومضاعفة نصيب الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمية.
إن هذه الأهداف تشكل الآن الأساس هدف التنمية المستدامة الخاص بالطاقة. كما أنها تحدد عمل قطاع الممارسات العالمية للطاقة في البنك الدولي التي أرأسها. والآن، بات هناك أكثر من 80 بلدا توحد جهودها مع هذه الأهداف، بدعم سياسي من قبل وزراء الطاقة وحتى رؤساء الدول. وقد أصبحت منظمات المجتمع المدني الوطنية والمحلية لاعبا أساسيا ـــ حيث تحث قيادات بلادها على تحقيق الانسجام بين سياسات الطاقة وهذه الأهداف. ولقياس التقدم الذي يتم إحرازه نحو بلوغ هذه الأهداف، يصدر البنك الدولي وشركاؤه كل عامين تقريرا بعنوان "الإطار العالمي لتتبع الطاقة".
وقد أوضح التقرير الثاني – الذي صدر في أيار (مايو) الماضي ـــ بشكل جلي التحديات والفرص. فعلى الجانب الإيجابي، زاد المعدل العالمي لتوصيل الكهرباء في الفترة من 2010 إلى 2012 من 83 في المائة إلى 85 في المائة، ووصلت الكهرباء لنحو 220 مليون شخص لأول مرة. ومن بين الاتجاهات الواعدة الأخرى، زيادة استهلاك الطاقة المتجددة "الكهرومائية، والرياح، والشمسية والحرارية" من 8.4 في المائة عام 2010 إلى 8.8 في المائة عام 2012 وذلك من جملة الطاقة المستهلكة في العالم، في الوقت الذي انخفضت الكثافة العالمية لاستخدام الطاقة سنويا بأكثر من 1.7 في المائة على مدى عامي التتبع.
إننا في حاجة إلى تسريع هذه المكاسب بدرجة كبيرة. وبالنسبة لمصادر الطاقة المتجددة، فعلى الرغم من القفزات الهائلة التي حققتها التكنولوجيا الأقل تكلفة، فإننا نحتاج أن نرى نموا سنويا بنسبة 7.5 في المائة، ارتفاعا من 4 في المائة عام 2012. ومن الضروري تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتخفيض كثافة استخدامها في العالم بنسبة لا تقل عن 2.6 في المائة سنويا. وتحتاج منطقتا إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا اللتان تعانيان نقصا حادا في الطاقة إلى عوننا لتحسين حصولهما على الطاقة.
وسيتطلب مثل هذا التحرك السريع استثمارات جادة. وبالفعل، ساعدت مبادرة الطاقة للجميع على رسم خطة تمويل واقعية بمساهمات من الممولين الرئيسين الذين يشكلون جزءا من الشراكة. وتشير تقديرات لجنة تمويل المبادرة التي يرأسها رئيس مجموعة البنك الدولي كيم إلى أنه سيتعين على العالم زيادة استثماراته في البنية التحتية للطاقة المستدامة بواقع ثلاثة أضعاف سنويا، من نحو 400 مليار دولار حاليا إلى 1.25 تريليون بحلول عام 2030.
ونعتقد أن هذا المستوى من رأس المال الخاص متاح، لكن يبدو أن المستثمرين يتوجسون من دخول الأسواق الجديدة التي يعتبرونها محفوفة بالمخاطر. هنا يحدث شركاء التنمية، كالبنك الدولي، فارقا. فنحن نساعد من خلال العمل الوثيق مع الحكومات على تقليص المخاطر وعلى بناء مؤسسات قوية وموثوقة للطاقة. وهذا أيضا يعني إعداد نشرات للاستثمار في قطاع الطاقة لجذب رؤوس الأموال الخاصة وتحديد طائفة من الأدوات المالية، مثل الضمانات، التي تمنح المستثمرين الثقة التي يحتاجون إليها. ففي ميانمار، على سبيل المثال، كنا مع مجموعة من شركاء التنمية الآخرين جزءا من جهد واسع النطاق لإطلاق خطة وطنية لتوصيل الكهرباء بقيمة 700 مليون دولار. وتساعد مبادرة أخرى أطلقتها مجموعة البنك الدولي تحت اسم "نشر الطاقة الشمسية" بلدان منطقة إفريقيا جنوب الصحراء على بناء محطات للطاقة الشمسية على نحو يتسم بالسرعة وقلة التكلفة ـــ في فترة لا تزيد على عامين ـــ من خلال نظام "النافذة الواحدة" للخدمات الاستشارية والمالية.
وتشكل مساعدة الشركاء على التعاون لحشد الأفكار والخبرات نوعا من الأثر المحفز الذي سيؤدي هدف التنمية المستدامة المعني بالطاقة إلى تسريعه بدرجة كبيرة. وفي الوقت الذي يحتشد العالم للوفاء بهدف الطاقة كواحد من أهداف التنمية المستدامة، ستكون هناك ثمار مباشرة للتقدم على صعيد الأهداف الأخرى، خاصة الصحة والمساواة بين الجنسين والوظائف والتعليم. إننا بصدد فرصة مثيرة لكي نكون جزءا من المجتمع الدولي الذي يسعى للتوصل إلى حلول عالمية حقيقية للتحديات الملحة التي تواجه التنمية. ونحن على ثقة بأننا نستطيع تحقيق ذلك.



الساعة الآن 12:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir